مرثيات الرحيل_6
رحل ومن يعيده إليها بعد الرحيل… قبل الرحيل كان أبعد ما يكون فكيف الآن بعده إليه السبيل… لم ينبض قلبها له و
لكن هي مشاعرها من تأبى التعايش وآثرت العويل… زجرها كل ما فيها و لكن هي كما هي أبت إلا وأن تعذب ذاك الجسد النحيل… تذكر تلك الأيام حين كانوا حين كانت هي وكان هو وكان نور ماضيهما… لم تناشده البقاء ولم يكلف نفسه عناء الوداع… رحل هو بصمت وتألمت هي بصمت… ضحكت في وقت البكاء وتكلمت في وقت الصمت… والآن حين جاء وقت الضحك ووقت الكلام أرادت البكاء وأرادت الصمت… مكابرة لا قبل لها بها تريد معرفة مصيرها قبل مصيره,تريد إنهاء أحزانه التي بدأتها معه , و لكن كيف وقد رحل؟!... وهو أيضا أراد نفس الشيء ولكن كيف وهو بها جهل؟ّ…. كانا غريبين بعد اللقاء وعادا غريبين بعد الفراق…. لا اشتياق ولا اشتياق…. بل محاولات نسيان و لحظات انسراق… كل ما فيها يسأل لم رحلت؟! وان كان لا بد من الرحيل فلم رحلت بهذه القسوة….. أنسيت وقت كنا معا وعدت بعدم الرحيل ولكنك رحلت وطريقتك في الرحيل كانت أقسى من الرحيل… قسوة تحملتها ولم تتحملها… تزداد تساؤلاتها و يزداد عتابها و يزداد حنينها أما هو فقد رحل رحل وكفى.....
No comments:
Post a Comment