مرثيات الرحيل_2

التقيا ثم افترقا ,جمعهما الصمت وفرقهما الكلام ...جمعهما التواضع و فرقهما الكبرياء ...جمعهما اللين وفرقهما العناد... جمعها به ما أسمته هي بالخطوة الشجاعة و فرقها عنه الخوف... جمعه بها الفضول وفرقه عنها ماأسماه هو بالغرور وما أسمته هي باتقاء الشرور.... جمعتهما الأحزان وفرقتهما الأمكنة والأزمان.... أراد البوح وأرادت البوح ولكن ما الفائدة إن كان سيعقبه ندم ونوح.... جروح بداخل كل منهما ومداواة لم تكن بالسهلة على أي منهما ...جمعها به لهفته عليها و فرقها عنه صدودها ....رحل هو ثم هي ...رحلا تاركين أبوابا أبت كرامتهما إلا وأن تتركها مفتوحة... كل منهما يحمل مفتاح بابه الذي ظل موصدا بوجه الآخر إلى أن حانت لحظة الفراق... حينها اثر كل منهما ترك الأبواب الموصدة مفتوحة ... ولكن لم يجرؤ أحدهما على الاقتراب... سار كل منهما في طريق بعد أن أضاف ألما إلى آلامه وجروحا إلى جروحا ته.... وكل ذلك بسبب الكبرياء اللعين والكرامة التي في نظرهما لا بد وأن تصان ...وأخيرا جمعتهما الأقدار وهي أيضا فرقتهما فهل تجمعهما مرة أخرى؟