Wednesday, August 22, 2007




.. مذكر ات طالبة تمريض










الحاج أبو أكرم و فتوة الحارة

هذا اليوم كان من أكثر الأيام متعة بالنسبة لي ففيه أصبحت بطلة من بطلات الروايات و المسلسلات المصرية صحيح أن البطولة المطلقة لم تكن لي و لكني حصلت على أدوار لا بأس بها,ضحكت كثيرا ما بيني و بين نفسي , كنت أعطي دواءا لمريض أو كنت أقيس معدل السكر لا أذكر بالضبط المهم أن موظفة الأمن جاءت وطلبت مني مساعدتها لمعرفة ان كان مع المرضى مرافقين لأن سياسة المستشفى تقتضي ألا يتواجد مع المريض أكثر من مرافق في الأقسام التي تقتضي عناية فائقة بالمرض الا في أوقات الزيارة المتعارف عليها ,لم أمانع المريض الذي كنت معه لم يكن معه أحد حيث أنه من فئة العمال الاسيوين الذين تستقدمهم شركات خاصة و بالتالي فليس لديه هنا من يزوره ,ذهبت الى سرير رقم 1 كان المريض مصري الجنسية شيخ وقور في الستينات او السبعينات من عمره ,لاحظت عند
دخولي الغرفة وجود شخصين معه سيدة فاضلة (ستعلمين فيما بعد لم خططتها بالاحمر)و شاب أغلب الظن أنه ابنه ولكن عند دخولي عليه في هذه اللحظة لم يكن معه أحد سألته مستفسرة أين المرافق الذي كان معك و بقدرة قادر و لا أدري كيف سمع كلمة المرافق الحرمة ورمقني بنظرة حارقة(والحمدلله أنه لم يثنها فحسبي الأولى)من خلف النظارة التي كان يرتديها خافضا الصحيفة التي بيده كان كمن ألقى غازا مسيلا للدموع على عيني بنظرته تلك ) ,انتظري لحظة فليت الأمر وقف عند هذا الحد لكنت أسلمت ساقي للريح و هربت(ايه فين الحرمة ديه ست ادي امك و يمكن أكبر تقولي عليها حرمة,ست فاضلة ست حاجة بيت الله الحرام تقولي عليها حرمة .......................قولي مدام حاجة بس تقولي حرمة....................)صدمت هذا الكلام موجه لي كنت كمن صعقته الكهرباء أنا؟, الغاز المسيل كان أهون بكثير قذفني بوابل من الأسلحة النارية ما تم تجريبه على البشر وما لم يتم تجريبه موظفة الأمن ولت أدبارها كاتمة ضحكةو أنا من وقف لمساعدتها (سو خير وقطه بحر,سو خير وخد تهزيئة من عمك الحاج) خاطبت نفسي لا بأس تذكري ما درس لك الممرضة قد تواجه العديد من المواقف ,النفسيات المزاجيات,و عليها أن تدير ذلك بطريقتها وتتحمل ما دام لا يشكل خطرا عليها))التفت حولي زميلتين من زميلاتي في نفس الوقت الذي جاء فيه ابنه داخلا وهنا وجدت مخرجي أبوك بهدلني بقولو المرافق اللي كان معاك وينه يقولي ايه الحرمة... و شرحت له ما حدث ضحك الابن بعلو صوته و لمحت شيخنا يبتسم و كأنه يتلذذ باهانتي صراحة شكلي كان مضحكا و أنا أرفع يدي محاولة الشرح بلا فائدة الحاج مصر (امال ست كبيرة و حاجة بيت الله الحرام تقول عليها حرمة ) وصاحبتك (صدقني أنا ما قلتش حرمة ؟أنا قلت مرافق ...)و الابن (معليش يا بابا البنت ما تقصدش )صاحبتك:(أيوة ما قصدش أمال ازاي حقول على ست محترمة كده انا لا يمكن )و صويحباتي(هيا ما كان قصدى تحكي هيك هيا قالتلك مرافق )(ايه يبه تراها ما تتقصد )(أيوة ما قاصدة )الابن مبتسما و هو يهديء أباه (خلاص يا بنتي ما تحبكيهاش بابا ما يقصدش ده قلبو طيب والله مشيها بقى )ضحكت
داخليا حيث أنني أيضا تحولت للهجة المصرية, هنا فعلا أنني أحسست داخل مسلسل مصري ,وددت لو أدواري فيه كانت أكثر لكن كان لا بد أن أقتطع دوري الان بما أن الدور أعجبني فقلت لأضف عليه دوراولو كان صغيرا (بس أنا ما قلتش حرمة قلت مرافق )...خلاص بقى معليش وهناصمت و اقتطعت دوري فأنا لم أقدر على الأب من قبل فكيف و الان ومعه ابنه ,المهم لا أدري كيف تحولت دفة الحديث تحدثنا عن الاسلام كان حديث الحاج ممتعا و ثريا تحدث عنه حديثا لو سمعه من يتجنون عليه لأعطوه و لو جزءا ضئيلا من حقه عن المتنعطين عن المتشددين عن وعن سأحدثك لاحقا عنه فالحديث يطول وأود الاستفاضة فيه و لكن
لا مجال لذاك الان , حدثنا أيضا عن حالته الصحية حيث أجرى نقلا للكبد في الفلبين و عاد ليكمل علاجه هنا ,أجرينا له
تخطيطا للقلبECG




ووأخذ الحاج يحدثنا بمنهتى اللطافة (ربنا يديكو العافية كده الواحد بيحس براحه لما يتعامل مع عربيات و كملوا و ربنا يوفقكم ..)و حدثنا أيضا عن بناته كان فخورا جدا بهن ما أثار انتباهي هو على الرغم من أن الحديث كان ما بين ثلاث أجيال(الحاج ,الشاب,أنا وزميلاتي) أو هكذا ظننت الى أن قال الابن (ما تشفوش اللحية ديه تقولو عجوز ده أنا أكبر منكم بشوية )مع العلم أن الأب لم يكن ملتحيا ,المهم أنه قد فقد تميل وزميلاتي في بعض الأحيان الى الحاج أكثر من ابنه أو العكس يميل الابن أكثر الى حديث والده وكأن اختلاف الأجيال الزمنية لا ينفي امكانية التوصل الى أرضية مشتركة.
****************************************************************************


في صبيحة


اليوم التالي كان الوضع طبيعيا لا شيء جديد نفس الروتين اليومي و الأعمال الروتينية التي تقوم بها الممرضة ذهبت الى مريضي هي هي نفسها الغرفة التي داومت فيها بالأمس) حييت شيخنا والتفت الى المريض الذي بجانبه انبهرت كان مصريا أيضا و لكن كان من نوع آخر تماما كان فتوة من فتوات الروايات المصرية وكأنه لتوه خارج من رائعة الحرافيش العضلات المفتولة العيون الجاحظة ... ابتسمت و لكني انسحبت فورا فبالامس شيخنا الهزيل لم أقدر عليه فكيف بعمنا( أبوعضلات) انشغلت مع مريضي و الملف و لكن بعد فترة حدث ما لا يمكنني مقاومته ولا بأي شكل من الأشكال فتح شيخنا و فتوتنا ستارتهما وأخذا يتسامران عن مصر وعن وعن أخذ الفتوة يتحدث عن مطاوي و سكاكين و رجال و خناقات لا أدري كيف وضعت ما بيدي و لا شعوريا أخذت أنظر اليهما مذهولة كانت نفس الحكاية التي تقرأها في رواية أو تراها في مسلسل و لكن هذه المرة بلسان بطل من أبطالها وقفت أمام سرير الفتوة وأنا أستمع وأستمع (اه ده جه و كان ناوي الشر....امل ايه كل عيال و فتوة الحارة وقفولو .احنا ناقصين بلطجية .أصلوا لو ما كانش عملنا كده من البداية كان استقوا علينا ...............اه أيوة أكيد دحنا غلبناهم ...)كنت أطالعهما كمن يشاهد مسلسلا و مندمجة أشد الاندماج و في لحظة و فتوتنا يحكي التفت وانتبه لي (ايه فيه حاجة)طبعا كنت أنا المعنية أرأيت تلك الأغنية التي يظهر في اخرها حبيب بطلة الفيديو كليب وهو يحمل ساطورا كان نفس الموقف ونفس الجملة سبحان الله فقط هنا فتوتنا كان لا يحمل ساطوراو لم يكن واقفا و لكن كان نفس المنظر وتخيلت ذاك الساطور بيديه قلت لا شيء و هربت هذه المرة وأنا أضحك ولم أعد لهذه الغرفة مرة أخرى و الحمدلله أنه كان اخر يوم أي أنني سأستلم الأسبوع القادم مرضى جدد لذا لم أكن مضطرة للبقاء, بقي القليل من البيانات وسأتدبر أمري في ذلك ,لم أرى شيخنا مرة أخرى ولكني رأيت زوجته سألتها عن حالته علمت منها أن حالته كانت بتدهور خصوصا أنهم كانوا مشتبهين في وجود عدوى لديه ,وبعده بعدة شهور لمحت ابنه في أحد الممرات التي تفصل ما بين مستشفيين مستشفى لمرضى السرطان ومستشفى للتأهيل و الجراحات التي لا يمكن اجرائها في المشفى العام فاما أن الأب هنا أو هناك أو قد لا يكون معنيا بوجود الابن هنا أصلا وكلي رجاء أن يكون الأب بخير,هناك شيء اخر لم أخبرك إياه وهو كون شيخنا مثقف من الدرجة الأولى و فتوتنا كان مصريا بسيطا ومثقفا أيضا ولكن بطريقته الا أن الاثنين أيضا اندمجا بصورة كبيرة ,نعم اختلفا في بعض الأحيان و لكن لم أر في أي منهما تعصبا لرأيه لا أدري كنت حين أفكر أرى أن المثقفين أو الأكادميين متقوقعين على أنفسهم و متقوقعين داخل كتبهم, مؤتمراتهم وأحادثيهم التي غالبا ما يحدثون بها أنفسهم لا لشيء فقط لأن السلطة ليست بأيديهم و البسطاء بمجرد أن تذكر له اسم من أسماء المثقفين الذين يعرفهم يجيبك نعم نعم ذاك المتفلسف دعك منه فهو يظن نفسه يعلم كل شيء و شايف نفسه و هكذا كل له مواله و كل في غرفة عزله وكأن أمرك ليس أمري وأمره ليس أمرك وأمره ليس أمري وأمرك ليس أمره دارت تلك الأفكار في رأسي قلبتها قليلا و عدت الى أوراقي أكتب

No comments:

 
User-agent: Googlebot-Image # Allow Everything Allow: /*